كيف تؤثر في قلوب الناس القريبين منك
هذه سهام لصيد القلوب ، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب ، وتستر
بها
العيوب وتستقال بها العثرات ، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب ،
>فإليك
>أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها ،
>وجاهد
>نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله .
>
>الوسيلة الأولى : الابتسامة :
>قالوا هي كالملح في الطعام ، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك
>عبادة
>وصدقة ، (فتبسمك في وجه أخيك صدقة) كما في الترمذي ، وقال عبد الله بن
>الحارث
>(ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
>
>
>
>
>الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
>سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه
>والبشاشة ، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف ، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي
>يبدأ
>بالسلام ، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا
>سلم
>عليه) ، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله
>عليه
>وسلم يقول : (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) . وفي
>الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : (تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا
>وتذهب الشحناء) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها .
>
>الوسيلة الثالثة : الهدية :
>ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب ، وما يفعله الناس من
>تبادل
>الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف
>نفسه إلا
>وسعها ، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل
>بيته
>ففعلت ، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه قلت لا قال بلى رجل لقيني
>فسلم علي
>سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا ، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه .
>انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك .
>
>الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
>وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس ، وإياك وتسيد المجالس وعليك
>بطيب
>الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين ، ولها تأثير
>عجيب
>في ......ب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك ،
>فهذه
>عائشة رضي الله عنها قالت لليهود (وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول
>الله
>صلى الله عليه وسلم : (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله)
>متفق
>عليه ، وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
>(عليك
>بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) أخرجه
>أبو
>يعلى والبزار وغيرهما .
>
>قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه
>الوسيلة الخامسة : حسن الاستماع وأدب الإنصات :
>وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث
>حتى
>يكون المتكلم هو الذي يقطعه ، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا
>به
>بع...... الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة ، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال
>:
>(إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد)
>.
>
>الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر :
>وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
>(إن
>الله جميل يحب الجمال) كما في مسلم . وعمر بن الخطاب يقول (إنه ليعجبني
>الشاب
>الناسك نظيف الثوب طيب الريح) ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل (إني ما
>رأيت
>أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ، ولا
>أنقى
>ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل) .
>
>الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
>سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله :
>أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
>بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : (أحبُ الناس
>إلى
>الله أنفعهم للناس) ، والله عز وجل يقول {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} .
>إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق
>وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق
>عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه ، ومن انتشر
>إحسانه كثر أعوانه .
>
>الوسيلة الثامنة : بذل المال :
>فإن لكل قلب مفتاح ، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان
>،
>والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه
>خشية أن
>يكبه الله في النار) كما في البخاري .
>صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده
>في
>الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
>فيعطيه
>الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
>ويطلب
>منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
>وسلم
>بل لك تسير أربعة أشهر ، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين
>والطائف كافراً ، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
>ينظر
>في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء .
>فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب
>قال نعم ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه .
>فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، اشهد أن لا
>إله إلا
>الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
>لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب
>أن
>يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه .
>فلماذا هذا الشح والبخل ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس
>حتى
>كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق .
>
>الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
>فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه ، فأحسن الظن بمن حولك
>وإياك
>وسوء الظن بهم وأن تجعل عي..... مرصداً لحركاتهم و سكناتهم ، فتحلل بعقلك
>التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي :
>إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم
>عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك (المؤمن يطلب
>معاذير
>إخوانه ، والمنافق يطلب عثراتهم) .
>
>الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
>فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم
>يصيب
>القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم صاحبه
>فليأته
>في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع ، وزاد في رواية مرسلة
>(فإنه
>أبقى في الألفة وأثبت في المودة) ، لكن بشرط أن تكون المحبة لله ، وليس
>لغرض من
>أغراض الدنيا كالمنصب والمال ، والشهرة والوسامة والجمال ، فكل أخوة لغير
>الله
>هباء ، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
>.
>والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة - ، إذا
>فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب . فإما مجتمع
>مليء
>بالحب والإخاء والائتلاف ، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف ،
>لذلك
>حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين
>والأنصار ،
>حتى عرف أن فلانا صاحب فلان ، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر
>واحد بعد
>استشهادهما في إحدى الغزوات ، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر
>هذه
>المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
>، ولا
>تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا
>السلام
>بينكم) كما في مسلم.
>وللأسف ، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك
>من
>يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف ، وهناك من
>يتعامل
>معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق
>بالأشخاص .
>والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص ، وهو مطلب لا
>يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
>
>الوسيلة الحادية عشرة : المداراة :
>فهل تحسن فن المداراة وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة روى
>البخاري
>في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (أن رجلا استأذن على النبي
>صلى
>الله عليه وسلم ، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة ، فلما جلس تطلق النبي
>صلى
>الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل ، قالت له عائشة
>يا
>رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ،
>فقال
>رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً إن شر الناس
>عند
>الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح
>(وهذا
>الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي (والفرق بين المداراة والمداهنة
>أن
>المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا ، وهي مباحة وربما
>استحبت ، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا) .
>إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة ، أولاً
>اتقاء
>لفحشهم ، وثانيا لعل في مداراتهم ......باً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في
>الدين ،
>وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل
>تحسن فن
>المداراة بعد ذلك كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو
>فيه
>لمصلحة شرعية ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مداراة
>الناس
>صدقة) أخرجه الطبراني وابن السني ، وقال ابن بطال ( لمداراة من أخلاق
>المؤمنين
>، وهي خفض الجناح للناس ، وترك الإغلاظ لهم في القول ، وذلك من أقوى أسباب
الألفة)..
مأخوذ من شريط (طريقنا للقلوب) للشيخ إبراهيم الدويش ..
هذه سهام لصيد القلوب ، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب ، وتستر
بها
العيوب وتستقال بها العثرات ، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب ،
>فإليك
>أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها ،
>وجاهد
>نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله .
>
>الوسيلة الأولى : الابتسامة :
>قالوا هي كالملح في الطعام ، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك
>عبادة
>وصدقة ، (فتبسمك في وجه أخيك صدقة) كما في الترمذي ، وقال عبد الله بن
>الحارث
>(ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
>
>
>
>
>الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
>سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه
>والبشاشة ، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف ، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي
>يبدأ
>بالسلام ، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا
>سلم
>عليه) ، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله
>عليه
>وسلم يقول : (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) . وفي
>الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : (تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا
>وتذهب الشحناء) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها .
>
>الوسيلة الثالثة : الهدية :
>ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب ، وما يفعله الناس من
>تبادل
>الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف
>نفسه إلا
>وسعها ، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل
>بيته
>ففعلت ، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه قلت لا قال بلى رجل لقيني
>فسلم علي
>سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا ، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه .
>انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك .
>
>الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
>وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس ، وإياك وتسيد المجالس وعليك
>بطيب
>الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين ، ولها تأثير
>عجيب
>في ......ب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك ،
>فهذه
>عائشة رضي الله عنها قالت لليهود (وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول
>الله
>صلى الله عليه وسلم : (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله)
>متفق
>عليه ، وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
>(عليك
>بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) أخرجه
>أبو
>يعلى والبزار وغيرهما .
>
>قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه
>الوسيلة الخامسة : حسن الاستماع وأدب الإنصات :
>وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث
>حتى
>يكون المتكلم هو الذي يقطعه ، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا
>به
>بع...... الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة ، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال
>:
>(إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد)
>.
>
>الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر :
>وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
>(إن
>الله جميل يحب الجمال) كما في مسلم . وعمر بن الخطاب يقول (إنه ليعجبني
>الشاب
>الناسك نظيف الثوب طيب الريح) ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل (إني ما
>رأيت
>أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ، ولا
>أنقى
>ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل) .
>
>الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
>سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله :
>أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
>بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : (أحبُ الناس
>إلى
>الله أنفعهم للناس) ، والله عز وجل يقول {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} .
>إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق
>وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق
>عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه ، ومن انتشر
>إحسانه كثر أعوانه .
>
>الوسيلة الثامنة : بذل المال :
>فإن لكل قلب مفتاح ، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان
>،
>والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه
>خشية أن
>يكبه الله في النار) كما في البخاري .
>صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده
>في
>الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
>فيعطيه
>الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
>ويطلب
>منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
>وسلم
>بل لك تسير أربعة أشهر ، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين
>والطائف كافراً ، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
>ينظر
>في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء .
>فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب
>قال نعم ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه .
>فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، اشهد أن لا
>إله إلا
>الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
>لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب
>أن
>يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه .
>فلماذا هذا الشح والبخل ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس
>حتى
>كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق .
>
>الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
>فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه ، فأحسن الظن بمن حولك
>وإياك
>وسوء الظن بهم وأن تجعل عي..... مرصداً لحركاتهم و سكناتهم ، فتحلل بعقلك
>التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي :
>إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم
>عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك (المؤمن يطلب
>معاذير
>إخوانه ، والمنافق يطلب عثراتهم) .
>
>الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
>فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم
>يصيب
>القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم صاحبه
>فليأته
>في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع ، وزاد في رواية مرسلة
>(فإنه
>أبقى في الألفة وأثبت في المودة) ، لكن بشرط أن تكون المحبة لله ، وليس
>لغرض من
>أغراض الدنيا كالمنصب والمال ، والشهرة والوسامة والجمال ، فكل أخوة لغير
>الله
>هباء ، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
>.
>والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة - ، إذا
>فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب . فإما مجتمع
>مليء
>بالحب والإخاء والائتلاف ، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف ،
>لذلك
>حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين
>والأنصار ،
>حتى عرف أن فلانا صاحب فلان ، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر
>واحد بعد
>استشهادهما في إحدى الغزوات ، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر
>هذه
>المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
>، ولا
>تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا
>السلام
>بينكم) كما في مسلم.
>وللأسف ، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك
>من
>يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف ، وهناك من
>يتعامل
>معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق
>بالأشخاص .
>والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص ، وهو مطلب لا
>يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
>
>الوسيلة الحادية عشرة : المداراة :
>فهل تحسن فن المداراة وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة روى
>البخاري
>في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (أن رجلا استأذن على النبي
>صلى
>الله عليه وسلم ، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة ، فلما جلس تطلق النبي
>صلى
>الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل ، قالت له عائشة
>يا
>رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ،
>فقال
>رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً إن شر الناس
>عند
>الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح
>(وهذا
>الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي (والفرق بين المداراة والمداهنة
>أن
>المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا ، وهي مباحة وربما
>استحبت ، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا) .
>إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة ، أولاً
>اتقاء
>لفحشهم ، وثانيا لعل في مداراتهم ......باً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في
>الدين ،
>وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل
>تحسن فن
>المداراة بعد ذلك كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو
>فيه
>لمصلحة شرعية ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مداراة
>الناس
>صدقة) أخرجه الطبراني وابن السني ، وقال ابن بطال ( لمداراة من أخلاق
>المؤمنين
>، وهي خفض الجناح للناس ، وترك الإغلاظ لهم في القول ، وذلك من أقوى أسباب
الألفة)..
مأخوذ من شريط (طريقنا للقلوب) للشيخ إبراهيم الدويش ..